· تتمتع منزل بورقيبة وتينجة بخصوصيات طبيعية متميزة، حيث يمتد ساحل
البلدية على طول 5300م. تتميّز المنطقة بطقس متوسطي معتدل ، و لها موقع استراتيجي هام ، حيث أنها تتوسط بحيرتي ٳشكل و بنزرت، تتلاصق المدينتين في منطقة واحدة جغرافيا وتاريخيا. وهي في الشمال الشرقي للجمهورية التونسية و تبعد عن تونس العاصمة حوالي 60 كلم و عن مدينة بنزرت حوالي 20 كلم.
تتميّز أراضيها بانبساطها .التربة غنيّة وخاصّة بمنطقة ڤنڤلة ومنطقة عوينة وهي مستغلّة في الزّراعات الكبرى والزّراعات السقويّة.
· بدء التاريخ في منطقة شمال إفريقيا يمتد من نهاية العصر الحجري الجديد
إلى قدوم الموجة الأولى من الساميين الذين جاءوا من المشرق.
العصر الحجري الجديد امتد في المغرب من أواسط الألف الخامس قبل الميلاد إلى حوالي سنة 1200 ق.م. ويتميز بتطوّر الإنسان ثقافياً واقتصادياً. فازدادت صناعته الحجرية دقَّة، وتمكن من تربية الماشية و الطيور، كما أقبل على زراعة الأرض.
لوبة أو ليبيا كانت تطلق على كامل منطقة شمال إفريقيا في بداية الفترة التاريخية.
وقد أشار إليها المؤرخ الإغريقي هيرودوت خلال القرن الخامس قبل الميلاد: ليبيا تلك هي ثالث القارات المعمورة حينذاك في العالم القديم وتمتد من غرب النيل شرقا حتى المحيط الاطلسى غربا يقطنها ملوك رعاة وهم الأمازغة أو البربر أقدم شعب يقيم بهذه الأرض يعيشون على ألبان ولحوم ماشيتهم.
وقد اختلف الباحثون في أصولهم، فجعلهم المؤرِّخون العرب كنعانيين...
الأمازيغ ليسوا طائفة واحدة، وهناك عدّة تصنيفات لهم، المشهور منها اليوم تصنيفهم إلى ثلاث طوائف: مصمودة،وصنهاجة، وزناتة؛ وهي تتكلَّم ثلاث مجموعات لغوية تنتسب إلى اللغات الحامية والسامية. إذا كان التحليل اللساني يُرجع اللغة الأمازيغية إلى السامية الأولى التي كان مجالها الصومال والحبشة واليمن، فإن الاستنتاج المنطقي يقتضي أن يرجع أصل الأمازيغ إلى اليمن، بسبب سحنتهم غير السوداء، وهذا ما يقوله معظم الأمازيغ عن أصلهم.
· ليس لدينا من المصادر التاريخية الكافية التي تثبت عن وجود كيان سياسي في ليبيا
قبل ظهور قرطاجة التي أسسها الفينيقيين وهو شعب سامي قدِم من جزيرة العرب واستوطن شواطئ بلاد الشام حوالي القرن 28 ق.م. وطوّر الأبجدية، وصنع الورق، وتفوَّق في الفنون البحرية والتجارة وتبادل السلع مثل الماشية والجلود والصوف والعاج وريش النعام وأدوات الزينة.
سنة 1200 ق.م ظهرت الموجة الأولى من الساميين في منطقة شمال أفريقيا. وقد أقاموا علاقات تجارية مع السكان الموجودون بالبلاد التونسية بإنشاء مرافئ لتبادل البضائع تعتمد في أغلب الأحيان على المقايضة.
ثم أسسوا مستوطنات ذات قيمة إستراتيجية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط أهمها بلدة أوتيكا أي العتيقة) حوالي سنة 1101 ق.م) على بُعد 15 كم من مدينة تونس الحالية، ثم بلدة هيبو أي بِنْزرت التونسية اليوم ، وقرطاج أي مدينة الحديثة, أسست حوالي سنة 814 ق.م .
وقد نمت هذه المدينة بسرعة نظرا لموقعها الإستراتيجي حتى بلغ عدد سكانها حوالي 700٫000 نسمة قبل القرن الخامس قبل الميلاد.
ورثت قرطاج أمجاد الإمبراطورية التجارية الفينيقية ومستعمراتها وقامت بتوسيع رقعتها لتشمل جزءا كبيرا من سواحل البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت المركز التجاري لغرب البحر الأبيض المتوسط كله و كقاعدة عسكرية لحماية الموانئ التجارية.
بلغ الفينيقيون إسبانيا بحثاً عن الفضة والقصدير وبنوا فيها بلدتي ملقا وقادش وأسست مدناً صغيرة تقع على شواطئ تونس صقلية والمغرب وسردينية وإسبانيا. وكانوا يسكنون الشواطئ فقط خوفاً من الحرب مع السكان الأصليين للبلاد.
منطقة تينجة ومنزل بورقيبة القريبة من بنزرت تأسست فيها مدينة تيميدا . يذهب بعض الباحثين إلى أنّ الاسم ينتمي إلى اللّغة البربريّة أو الفينيقية ويرمز إلى مدينة تحرص ممر بين بحيرتين ولذلك فهي تتشابه مع مدينة تونس في التسمية.ولعلّ موقعها الاستراتيجي المنفتح على الممرات المائيّة والمتوسّط لعدد من المدن الفينيقية الهامّة منح لها أهمّية خاصّة. فكانت بذلك قاعدة خلفيّة في مأمن من الهجمات البحريّة ممّا يحمل على الافتراض بوجود نشاطات اقتصادية هامّة ووظيفة عسكريّة حيويّة.
تيميدا Thimida تقع على الضفة اليمنى لنهر تينجة وشاطئ بحيرة إشكل حيث عثر علماء الآثار على مركز من العصر ما قبل الروماني. وقد وجدوا مواد فخار بونية شكلها من الكروم والطلاء الأسود ، والمسامير ، والرصاص و رؤوس سهام مع علامة التانيت.
كشفت حفريات جرت سنة 1986 في هذا الموقع وان تاريخ الآثار يرجع إلى القرن الرابع إلى منتصف القرن الثاني قبل الميلاد و يبدو أنه مركزا لإنتاج المعادن. ولم ينجو من سقوط قرطاج. وقد نشأت وتطورت مدينة تيميدا Thimida بحذو الموقع . وازدهرت في العصر الروماني على الأرجح عن طريق إعادة استخدام مؤسسي ومهندسي المركز المدمر و قد انتشر نوع من مقبرة على مشارف المركز البوني القديم.
تعايش القرطاجيين مع الأمازيغ القريبين منهم أصلاً ولغةً ، وكانت الحدود بينهم غير واضحة.
امتدت قرطاج عندما كانت في أوجهها وبدؤوا استعمار بلاد تونس نفسها. فأنشأت إمبراطورية بحرية حول الساحل المتوسطي الذي كانت تسيطر عليه سيطرة اقتصادية وسياسية وهو الساحل الخاص بشمال إفريقيا وصقلية وسردانيا ومالطة وجزر البليار الأندلسية وشبه الجزيرة الاسبانية.
شكل التوسع القرطاجي خطرا على مصالح ونفوذ الإغريقيين وقد أدى التنافس التجاري بينهم إلى اشتباكات عسكرية خاصة بعد أن استولى القرطاجيّون على صقلية سنة 480 ق.م.
في القرن الثالث ق.م أصبحت قرطاج عاصمةً لدولة تغطي مساحتها جمهورية تونس الحالية تقريباً، مع امتدادها الى المستوطنات التي أنشأتها , وقد بلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة.
وكان لها مجلس شيوخ منتخب يضمُّ أعيان قرطاج والمدن الأخرى، وكان هذا المجلس ينتخب رئيساً للبلاد كلَّ سنتين، وهناك مجلس الحكماء المكوَّن من القضاة، ومجلس للشعب.
وهكذا فإن قرطاج عرفت الديمقراطية قبل أثينا وروما.
برز كيان جديد روما والتي دخلت في حلبة الصراع منافسة قرطاج، الشيء الذي أدى إلى نشوب سلسلة من الحروب (سنة 264 ق.م) اشتهرت باسم الحروب البونية. دامت حوالي 118 سنة كان النصر فيها لهذا الجانب أو ذاك، واشتهر فيها القائد القرطاجي هنيبعل. انتهت هذه الحروب بهزيمة القرطاجيين واضعافهم بشكل كبير ثم بزوال قرطاج وخراب المدينة وإحراقها وجلاء السكان عنها سنة 146 ق.م.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire